نسخة الجوالة | النسخة الأصلية
JoomlArt.ir JoomlArt.ir JoomlArt.ir
 
خطأ
  • JUser::_load: Unable to load user with id: 65


مكتبة آل الكرباسي

السيرة الحسينية - 10 أجراء
دائرة المعارف الحسينية
PDF طباعة
Book cover السيرة الحسينية  -  10 أجراء
المجموعة: التاريخ
ISBN: 978-1902490243
المكتبة: مكتبة الإمام الحسين الخاصة - لندن
Location name: بيت العلم للنابهين، بيروت - لبنان
السنة: 2002
Link:
Note: www.hcht.org
Visits: 1135
User rating:  / 3
PoorBest 
Review
الكاتب:

 

السيرة الحسينية الجزء الأول

الكرباسي يقدم في "السيرة الحسينية" منهجا جديدا لقراءة التاريخ

نضير الخزرجي*

مرّت على الأرض مدنيات وحضارات، أقوام ومجتمعات، وتداولت الأمم أسماء وشخصيات بالخير والشر، وارتفع أناس في سلم المجتمعات وتسافل آخرون، سجّل التاريخ بالنور بعض وبعض بسواد الفحم، وانمحت أثار بعض وبعض بقيت آثاره دالة عليه يشار إليه بالبنان أو بطعن اللسان، تقوده أعماله الى برج الذكرى الحسنة أو تهبط به الى مهاوي التنكيل، تعرج به حسناته الى سماء العلو والرفعة او تهوي به سيئاته الى قاع النسيان.

ثنائية تشكلها ريشة البشر على لوحة الحياة، فالخير ورجاله وأعماله عذب فرات، والشر ورجاله وأعماله ملح أجاج، ولا برزخ وسط يتذبذب فيه التاريخ الى هؤلاء وهؤلاء يمده من عطاء الحياة، فالخير خير والشر شر، والسيرة الحسنة تتثبت على أثافي الخير، والسيرة السيئة تتأرجح على أعواد الشر تتقلقل بصاحبها فلا كلب لديه يبسط ذراعيه بالوصيد، ولا شمس تتزاور عن سيئاته ذات اليمين اذا طلعت وإذا غربت لا تقرضه ذات الشمال ولا هو في فجوة، بل هو في حفرة أعماله، كلما أساء زاد في قاعها وصعب عليه مراقيها.

فالإنسان والأمة والمدنية والحضارة تقاس بعطاءاتها وإنجازاتها، فالنبي ابراهيم كان رجلا واحدا حين عزّ الأنصار في قوم تسمروا على أصنام يعبدونها، ولكن عطاءه في ميدان التوحيد كان كبيرا، فاستحق الوصف الرباني "إن ابراهيم كان أمّة"، فالعملية طردية، فكلما عظمت أعمال المرء تنور قمره وأشرق شمسه وتتلألأ نجمه.

المحقق والبحاثة الدكتور محمد صادق الكرباسي، في كتابه "السيرة الحسينية" في جزئه الأول الذي صدر عن المركز الحسيني للدراسات في لندن، في 500 صفحة من القطع الوزيري، يأخذنا في رحلة نوعية لمشاهدة أدق التفاصيل في سيرة الامام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) في سنواته الأولى وهو في كنف جده نبي الإسلام محمد بن عبد الله (ص).

ولكن الكرباسي قبل أن يحدو بنا الى المدينة المنورة حيث مولد الامام الحسين (ع) وملاعبه ونشأته، يتوقف طويلا عند التاريخ والتأريخ، مؤرخا لنشأة البشرية من أبينا آدم الذي نرجع اليه بالنسب، وممنهجا للتاريخ وكيفية قراءته، في مباحث استقلت بأكثر من خُمس صفحات الجزء الأول من السيرة الحسينية ذات الأجزاء العشرة في سياق أجزاء الموسوعة الحسينية ذات الستمائة جزء والتي صدر منها تباعا 32 جزءاً، في عمل موسوعي قل نظيره في عالم الدوائر المعرفية والموسوعات.

• لتاريخ والزمان وأشياء أخرى

يتناول المصنف تحت عنوان "تاريخ الإنسان" عمر الكرة الأرضية وعمر البشرية الحالية، والتقسيمات المختلفة لمراحل حياة الإنسانية، لينتهي في سابقة تحقيقية الى بيان تاريخ هبوط آدم ووفاته باليوم والشهر والسنة، حيث نجد هذه المعلومات بالتفصيل في الجزء الأول من كتاب "الحسين والتشريع الاسلامي" من هذه الموسوعة، فالتاريخ عنده يبدأ من هبوط آدم في شهر كانون في العام 6880 قبل الهجرة الموافق للعام 6052 قبل الميلاد، ولا ينتهي بوفاة أبينا آدم يوم الجمعة في العام 930 من عام الهبوط الموافق للسادس من نيسان أبريل العام 5150 قبل الميلاد، فالتاريخ استمر فيه وفي نسله الى يومنا هذا، وهذا التاريخ اختاره المصنف، وأما: "ما يتناقله علماء الأحياء إنما هو من باب الحدس، والخلاف بين مدرسة الأديان ومدرسة الآثار يبقى قائما الى أن تصبح النظريات حقائق".

ولكن من يقف وراء صناعة التاريخ: الحدث أو الشخص، أو كلاهما؟

تحت عنوان "من وراء التاريخ؟" يجيب المصنف على هذا التساؤل الحيوي الذي لم يزل تختلف عليه الآراء حتى يومنا هذا، فالحدث إما أن يكون من صناعة الانسان نفسه أو أن يكون بفعل قوة غيبية تنسجم مع القوانين المودعة في ناموس الأرض والحياة، أو ما يسمى بالأحداث الطبيعية التي هي خارج عن قدرة الانسان، ولكن الثابت: "إن حركة التاريخ لا يمكن أن تكون من الأحداث الطبيعية بل هي من صنع البشرية .. ونرى أن الأحداث لا تصنع التاريخ الماثل أمامنا، بل التاريخ بحاجة الى حركة تنتمي الى جوهر روحي وإلا فسوف يبقى على جموده".

ولكن مثل هذا الكلام يتولد عنه تساؤل آخر: هل التاريخ فاعل أو مفعول؟

المصنف وتحت عنوان "التاريخ فاعل أو مفعول" يبحث فيما اذا كان التاريخ هو الذي يصنع الانسان ويؤثر فيه أم إن الانسان هو الذي يؤثر في التاريخ سواء كان من صنعه أو من صنع الطبيعة، ويرى في نهاية المطاف أن التاريخ فاعل ومفعول في آن واحد، فالإنسان يكون صانعا للحدث فيكون التاريخ الذي يسجل ذلك الحدث مفعولا بفعل الانسان الفاعل، ويتأثر الانسان بالأحداث وخاصة الطبيعية فيكون الحدث وتاريخه فاعلا في الانسان المفعول، بيد أن الثابت: "إن محور الكون هو الانسان، فهو اذاً محور التاريخ".

أما كيف يتحدد التاريخ؟

بهذا العنوان يحاول المصنف أن يجيب على تساؤل لم تتفق عليه الآراء، فيما اذا كانت حركة الليل والنهار تقف وراء الزمان أم أنها مظهر له، وينتهي الى القول بأن حركة الليل والنهار: "مظهران من مظاهر الزمان ومحددان له، وإنما الحركة هي التي تصنع الزمان" فلولا حركة الأجرام السماوية لا يتحقق الليل والنهار ولا الفصول الأربعة، مؤكدا في الوقت نفسه: "إن الزمان هو محور التأريخ، وحركة التاريخ تابعة لحركة الزمان".

وبناءاً على هذا الفهم لدور التاريخ، فانه لابد وان يكون له قيمة في سجل المكرمات، وهو ما يبحثه المصنف تحت عنوان "قيمة التاريخ" فيعدد نماذج من قيم التاريخ، ففي المجال السلوكي يقدم التاريخ للأجيال، العبرة والموعظة، ويوفر التطور والكشف في المجال العلمي، ويعالج الأسباب في المجال السياسي، وفي المجال الاقتصادي يعمل على رصّ الأسس، ويزيد من الإبداع في المجال الأدبي، وفي المجال الفلسفي يكسب المرء الخبرة والتجربة، ويرى المعلم بطرس البستاني (1819-1883م)، أن: "فائدة التاريخ: العبرة بتلك الأحوال والتنصح بها وحصول ملكة التجارب بالوقوف على تقلبات الزمن". وعلى مستوى النص، فان الامام علي (ع) لخّص الفائدة بوصيته لابنه (ع) وهو القائل: "يا بني إني وإن لم أكن قد عمرت عمر مَن كان قبلي فقد نظرتُ في أعمارهم وفكرتُ في أخبارهم وسرتُ في آثارهم حتى عدتُ كأحدهم، بل كأني بما انتهى إليّ من أمورهم قد عمّرت مع أولهم وآخرهم فعرفت صفو ذلك من كدره، ونفعه من ضرره"، ولا يخفى أن الخطاب موجه الى كل أفراد المجتمع من كان أو هو كائن ويكون، وحتى تأخذ صيغة الخطاب تأثيرها، ينبغي تدوين التاريخ حتى تطلع عليه الأجيال وتتعظ به، وربما كان القرآن الكريم في صدارة المتحدثين عن التاريخ الناطق. على أن هناك فرقا بين التأريخ (بالهمزة) والتاريخ (بالمد)، يسجله المصنف في مبحث مستقل تحت عنوان "الفرق بين التأريخ والتاريخ"، ليخلص الى أن الكلمة وردت في اللغة العربية بعد الإسلام، فقد خلت النصوص الجاهلية منها. كما يعدد المصنف تحت عنوان "الفرق بين علم التاريخ وعلم الآثار" التباينات بين العلمين، منتهيا الى إن التاريخ يشمل على: "معرفة حركة الزمان والمكان لما يستوعبه ومن يستوعبه"، في حين أن الآثار هي عملية: "تقفي الأثر لمعرفة ما يكتنفه من معلومات".

ولا يكاد يمر المرء على التاريخ إلا ويعلق في الذهن السؤال الطبيعي: "هل التاريخ يعيد نفسه؟"، وهو تساؤل منطقي يعيد المصنف عرضه، ليقرر: "إن التاريخ ليس فيه ما يمكن إعادته، وذلك لان إعادة الزمان غير ممكنة لأنه من الماضي"، ولكن الذي يعود هو الأسباب والمسببات، لان: "الأسباب في جوهرها واحدة، وعلى ضوء ذلك فالمسببات بشكل عام تكون واحدة، وان اختلفت صورها".

ولما كانت لكل أمة حوادثها التي تركت أثرا بارزا، فكان من الطبيعي أن تؤرخ كل امة لتاريخها بحدث خاص مميز تعتز به، وهذا ما يبحثه المصنف تحت عنوان "بماذا يؤرخ؟"، فللصينيين تاريخهم وتقويمهم وللهند تقويمها ولأهل الكتاب تقويمهما وللمسلمين تقويمهم، وهلم جرا.

كما كان من الطبيعي أن يقوم من يتحمل بمسؤولية تثبيت حوادث التاريخ ووقائعها، وهذا ما يبحثه المصنف تحت عنوان "مَن المؤرخ؟" معددا شروط المؤرخ المتخصص بكتابة التاريخ، ناعيا على المؤرخين المتصفين بالجمود وينقلون كل شيء دون اكتراث للمحيط والعوامل المؤثرة في الحدث، فيكون حالهم كما يقول البحاثة الكرباسي: "كآلة ناقلة لا يستخدم فطنته في استيعاب الحدث حين النقل"، وحسبما يقول ابن خلدون (732-808م): "إن الأخبار اذا اعتمد فيها على مجرد النقل ولم تُحكم أصول العادة وقواعد السياسة وطبيعة العمران والأحوال في الاجتماع الانساني ولا قيس الغائب منها بالشاهد والحاضر بالذاهب فربما لم يؤمن فيها من العثور ومزلة القدم والحيد عن جادة الصدق".

ولكن يا ترى "هل يخضع التاريخ للتخصص؟". تحت هذا العنوان يجيب المصنف على السؤال بالإيجاب، فنقول تاريخ الرجال او تاريخ الدول او تاريخ العلوم، بيد أن: "هذه التخصصات والتشعبات لا يخرجها عن تأريخيتها لأنها تمتلك مقومات التاريخ وخصوصياته".

ولما كان الحديث عن السيرة الحسينية، فان المصنف يفرد بحثا عن "مبدأ التاريخ الاسلامي"، مستشهدا بعدد وافر من النصوص والشواهد التاريخية ليدحض الرأي الشائع بان التقويم الاسلامي بدأ منذ العام 16 هجرية، مؤكدا إن التاريخ الهجري ابتداءاً من شهر محرم الحرام بدأ العمل به منذ الهجرة النبوية مباشرة. ويدخل المصنف من هذا البحث الى بيان "النهضة الحسينية ومقومات التأريخ"، ليؤكد أن النهضة الحسينية واستشهاد الامام الحسين (ع) في كربلاء في العاشر من محرم الحرام العام 61 هجرية، تمتلك كافة مقومات التأريخ بها، لكن النهضة كانت امتدادا لحركة الرسالة الإسلامية وترسيخا لما جاء به محمد بن عبد الله (ص).

وإذا كان التاريخ له قيمته، فهل يملك الحجية لإثبات موضوع ديني أو تشريعي؟

هذا الموضوع الحساس يبحثه المصنف تحت عنوان "حجية التاريخ"، ليؤكد إن عمل البشر الذي وصل إلينا لا يعتبر حجة إلا أن يكون الانسان صاحب التأثير الفاعل في حركة التاريخ، معصوما أو من ضمن سيرة المتشرعة المتصل بزمن المعصوم، أو أن كلامه وفعله من ضمن الشهرة الروائية والفتوائية، ذلك إن التاريخ تعرض للتحريف.

• لسيرة .. فن وإبداع

وينتقل المصنف من التاريخ وما يتعلق به الى الحديث عن "السيرة لغة واصطلاحا" وهو مدار أجزاء هذه السلسلة من دائرة المعارف الحسينية، حيث أن المراد بالسيرة: "مجموعة أفعال الشخص وأقواله التي يعبر عنها بالسلوك"، فالسيرة إذن: "علم معرفة سلوك شخص أو أمة.. وقد يراد منها علم التاريخ، وربما أمكن الفصل بينهما بأن السيرة هو تاريخ الشخص، والتاريخ هو سيرة الأمة". ولهذا العلم فنونه ورجاله، ويقال إن أول من صنف في علم السير والتاريخ هو محمد بن إسحاق المطلبي المتوفى العام 151 هجرية، وأول من سمى مصنفه بالسيرة هو عبد الملك بن هشام الحميري المتوفى عام 218 هجرية حيث سمى كتابه بالسيرة النبوية واشتهر اختصارا "سيرة ابن هشام". أما بخصوص السيرة الحسينية فإنها: "بيان عن كل ما صدر عن الامام الحسين (ع) من قول او فعل أو معايشة كان له دور فيها ولو لمجرد الحضور فيما لو نصّت المصادر على ذلك". ويضع المصنف الفوارق بين السيرة والترجمة، وبين السيرة والقصة، وبين السيرة والحكاية. ويشرح تحت عنوان "الهدف والمضمون في السيرة"، الفوائد المتوخاة من بيان سيرة أي إنسان صالحا كان أو طالحا، فتكون بالنسبة للمراقب أو المتابع كالمرآة يعمل بالصالح من السيرة ويتجنب طالحها.

وعادة ما تبدأ كتابة سيرة أي إنسان، منذ بدايات شهرته، إلا أن الأمر مع صاحب "هذه السيرة" تختلف تماما، فهي تبدأ من قبل ذلك عندما كان في صلب أبيه، بوصفه وارث علم الأنبياء والأولياء، وهو ممن أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وحسب ما ينقل المتقي الهندي في كنز العمال (13/645) عن الرسول الأكرم محمد (ص) فان: "أساس الإٍسلام حبي وحب أهل بيتي"، ولذلك فان المصنف في تتبعه لسيرة الامام الحسين، يبدأ من قبل أن يولد وأثناء حمل فاطمة الزهراء (ع) له، بلحاظ أن أصل الزيجة (نسب الوالدين) له مدخلية مباشرة في نوعية الوليد، ويلاحق العلاقة المباشرة التي أولاها النبي محمد (ص) لابنته فاطمة (ص) قبل زواجها وبعده، وعلاقته بسبطيه كونهما سيدي شباب أهل الجنة.

وحيث أن الحسين (ع) إمام قام او قعد، بنص نبوي شريف، فان الباحث يفرد بحثا تحت عنوان "الخصائص" لبيان مميزات الأنبياء والأئمة، والعلاقة بينهما، لينتهي الى القول: "إن الخصائص النبوية كلها موجودة في الأئمة المعصومين كما تراه الإمامية إلا مسألة نزول الوحي، والنبوة، والزواج من تسع، وأزواجه أمهات المسلمين التي لا يشاركون النبي (ص) بها".

ولم يفت المصنف أن يبحث بشيء من التفصيل في مسألة على غاية الأهمية كمقدمة لبحث سيرة الامام الحسين (ع) وهي "نشأة الطفل" والمؤثرات فيها من وراثة وتربية وأسرة وبيئة، حيث دلت العلوم الحديثة الخاصة بالهندسة الوراثية (الجينوم البشري) تلازمية العلاقة بين الجينات المورثة ونوعية الجنين، داعما الموضوع بسيل من نصوص القرآن والسنة الشريفة التي تحدثت عن المورثات (الجينات). كما فصّل المصنف القول في التربية وتأثيرها على سلوك الطفل، واختلاف المعايير التربوية بين حضارة وأخرى ومدنية وأخرى، واتفاقها على سعادة الانسان، بيد أن حاصل الكلام: "إن التربية وأسسها ترتبط ارتباطا وثيقا بالرؤية الفلسفية للحياة وكيفية التعامل معها وبما فيها"، وهذه العلاقة بين الوليد والوراثة والتربية، يفسرها قول الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) عند بيان حقوق الولد على الوالد: "وتجب للولد على والده ثلاث خصال: اختياره لوالدته، وتحسين اسمه، والمبالغة في تأديبه"، لان الولد هو وليد المرأة والرجل، فان أحسن الرجل اختيار زوجته ضمن وليدا سليما يأخذ سنخيته من والديه، من هنا فان المصنف يقترح أن يخضع الزوجين: "لدورة تعليمية قبل الزواج لفترة لعلها تصل الى ستة أشهر لأخذ الفكرة عن الزواج كمفهوم مقدس له شأن خطير فيما اذا أريد أن يكون الزواج مثاليا وناجحا ويحقق الأهداف، ويخفف من الانفصال والطلاق والنزاع والخلاف"، وذلك لأهمية الأسرة في بناء بيئة مصغرة، وأهمية البيئة في بناء أسرة كبيرة، وأهمية الأسرة والبيئة في تحقيق سلامة المجتمع من الأمراض الاجتماعية، كون: "البيئة جامعة كبرى والأسرة مدرسة فاعلة".

• منهجية جديدة

وبأسلوب أكاديمي حديث، يشرح المصنف "عملنا في هذا الباب"، مطلعا القارئ على المنهج الذي يتداوله في تناول سيرة الامام الحسين، حيث اعتمد التسلسل التاريخي لبيان الوقائع والحوادث، وما يلاحظ في المنهج أن المصنف أتى بشيء جديد لم يسبقه اليه احد، فقد قام بتحويل الأحاديث الواردة في مناقب الامام الحسين على لسان جده محمد (ص) الى حوادث تاريخية رافعا الكثير من اللبس الذي اكتنفت حياة الامام الحسين وهو صغير باعتبار انه عايش جده لسنوات سبع منذ ولادته في العام 4 هجرية حتى العام 11 هجرية سنة رحيل النبي محمد (ص)، محددا الحدث وموثقا اليه بتطبيق أيام الأسبوع بأيام الشهر وتحديدها بفصول السنة، وقد برع المصنف في ما أمكنه في تحديد الحديث بالسنة والشهر والأسبوع واليوم وربما بالساعة بالاعتماد على قرائن قلما ينتبه اليها احد، وبذلك صحح الكثير من المعلومات ورفع خلافات وتناقضات عدة واردة في النصوص، كما طابق بين التاريخ الهجري والميلادي، واستعان المحقق بالخرائط لبيان حركة النبي محمد (ص) في إقامته وترحاله خارج وداخل المدينة وتتبع غزواته، وعلاقة ذلك بحفيده الحسين (ع)، ولعل هذا القسم يعد بادرة حسنة تضع القارئ على بينة من تحركات النبي محمد (ص) بالنص والصورة، وتقدم مادة خصبة للأدباء وكتاب السيناريو وفناني السينما والمسرح، فهو يقدم الحسين وجده معا باحثا عن كل جزئية مستعينا بكل الأدوات المعرفية، لكنه في الوقت نفسه اقتصر في نقل الحوادث على ما له علاقة بالإمام الحسين فقط، دون الوقوف كثيرا عند الحدث نفسه، فعند ذكره معركة خيبر مثلا فانه يتناول ما له علاقة بالحسين (ع) دون الوقوف كثيرا عند حدث المعركة نفسها.

بعد هذه المقدمة، يضعنا المصنف على خارطة السلسلة من السيرة الحسينية، حيث تقع في سبعة فصول، وكل فصل ضم مقاطع عدة، وكل مقطع تداخلت فيه عناوين فرعية كثيرة، وأخذ هذا الجزء خمسة مقاطع من الفصل الأول الذي حمل عنوان "الحسين (ع) في أيام أبي القاسم (ص)".

• وقائع ما قبل الحمل

حمل المقطع الأول عنوان "ما قبل الحمل من البعثة النبوية الى السنة الرابعة الهجرية"، وتحته نقرأ العناوين الفرعية التالية: "مبعث الرسول" إذ كان النبي محمد (ص) في غار حراء فنزل عليه جبريل الأمين وحمل اليه "إقرأ"، كما حمل اليه البشارة بميلاد سبطيه الحسن والحسين. وفي السنة السادسة قبل الهجرة اجتمع "الرسول والمشركون" وأنبأهم بخبر سبطيه اللذين سيولدان. وفي "الرسول والمعراج" هنالك في الجنة أكل من ثمارها ليرجع ويقارب زوجته خديجة وتلد له أم سبطيه فاطمة الزهراء (ع). وفي المدينة عند "مؤاخاة المسلمين" اتخذ عليا أخا له، وحمل اليه البشارة بمجيئه يوم القيامة تحت لواء عن يمينه الحسن وعن شماله الحسين. وفي السنة الثانية للهجرة حيث "معركة بدر الكبرى" طلب الرسول (ص) من المسلمين البيعة ثانية، وهناك أخبرهم أن من شروط البيعة الإقرار بان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وهما بعد لم يولدا. وفي "معركة احد" أشهد الرسول محمد (ص) عمه الحمزة أن الأئمة من ذرية الحسين (ع).

• وقائع السنة الرابعة

وانضوت تحت المقطع الثاني الذي غطى "السنة الرابعة للهجرة"، العناوين التالية: "البيت النبوي" حيث اخبر جبريل وهو في بيت النبي محمد (ص) أن فاطمة ستنجب سبطه الثاني حسينا. وفي "جبريل وخبر انعقاد النطفة" أنبأ جبريل نبي الإسلام خبر انعقاد نطفة الحسين (ع) وحدّثه عن مقتله في كربلاء. ويؤكد المصنف من مجمل شواهد بانت له، أن "انعقاد النطفة" تم عشية ليلة الاثنين السابع عشر من شهر صفر من السنة الرابعة للهجرة. وكشف النبي محمد (ص) لأم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب عن رؤياها في "المبشرات" بولادة الحسين (ع). وقبيل ذهاب النبي محمد (ص) الى "معركة بني النضير" أخبر ابنته فاطمة (ع) أنها ستلد غلاما (الحسين) وطلب منها أن لا ترضعه حتى يأتي اليها. ودخلت الزهراء (ع) "مراحل الحمل" وأبيها (ص) يتابع رعايتها لها ولجنينها. وبـ "وفاة الجدة" يفقد الحسين (ع) فاطمة بنت أسد أم أبيه وهو في بطن أمه. وبعد عشية يوم الخميس ليلة الجمعة الخامس من شهر شعبان من السنة الرابعة من الهجرة جاء فاطمة المخاض والرسول (ص) واقف على باب الحجرة ينتظر ولادة الحسين، والأسرة تستعد لـ "الولادة ومراسيمها" وهنا يخبر النبي محمد (ص) عمته صفية أن الحسين (ع) تقتله الفئة الباغية من بني أمية. وتقام مراسيم "الاحتفال بالولادة" وتحتفل الأسرة كما يحتفل المسلمون بها وتحتفل السماء، ويخبر النبي (ص) فاطمة بمقتل وليدها في كربلاء، ولكنه يبشرها في الوقت نفسه أن الإمامة في ولده. ويقوم "النبي يستقبل الوفود المهنئة"، فيما تستقبل فاطمة (ص) نساء المهاجرين والأنصار كوكبات كوكبات. وتظهر "آثار الولادة" المباركة على الحسين (ع) وفي الصلاة وفي التكبيرات. و"في أسبوع الولادة" جاء النبي (ص) الى البيت العلوي، وهناك عقوا عن الحسين (ع) بكبش أملح، وحلقوا رأس الحسين (ع)، وعندها بكى، وعندما استفسرت قابلة الحسين (ع) أسماء بنت يزيد عن ذلك أشار اليها أن الحسين تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية. وأخذت "أم سلمة تكفل الحسين" فيأتيه الرسول (ص) كل يوم فيضع لسانه في فم الحسين (ع) فيمصه حتى يروى فيكفيه اليومين والثلاثة فنبت لحم الحسين (ص) من لحم رسول الله (ص). وكان من "تعويذة الحسين" قول النبي (ص) لسبطه: (أعوذ بكلمات الله التامّة من كل شيطان وهامّة، ومن كل عين لامّة). وكانت "أم الفضل مربية الحسين" حيت تولت تربيته، وفي يوم رأت النبي (ص) يلاعبه ويبكي، فأخبرها أن جبريل يخبرني أن أمتي تقتل ابني هذا. وفي يوم كانت "فاطمة والحسين"، أخذه الرسول من بين يديها ولعن قاتليه. وتكفلت به أم سلمة وأم الفضل وكانت "الملائكة تخدم الحسين"، ولا عجب فلقد كان الغذاء الرباني يأتي مريم البتول وهي في محرابها. وذات يوم "من أيام الرضاعة" وضعه النبي (ص) في حجره، فبال، وأشار النبي على حاضنته أن تكتفي بنضح الإزار من بول الذكر ويغسل من بول الأنثى، في نص يحمل معه إعجازه العلمي حيث يميز النبي (ص) بين بول الرضيع الذكر من الأنثى، لاختلافهما في المكونات، وهذه حقيقة أكدتها المختبرات العلمية، فعلى سبيل المثال فان بول الأناث يحتوي من البكتريا اكثر من الذكور. و"مضى أربعون يوماً من الحمل" بعد أن نبت لحم الحسين من لحم جده حيث تعاهده يوميا بوضع فمه في فمه وإصبعه في فمه. وفي "مرض الأم ورضاع الإبن"، عاد النبي (ص) ابنته (ع) في مرضها وأطعمها وبنيها من يده. وعند "استيضاح ابن مسعود"، يخبر النبي (ص) ابن مسعود قدر منزلة الحسين (ع) عند الله وهو أجلّ من اللوح والقلم. وفي "معركة بدر الأخيرة" والثالثة غاب النبي (ص) عن سبطه الحسين (ع). وأقبل راهب الى المدينة ورأى الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويبكي ويقول: إسمهما في التوراة شُبّر وشُبير وفي الإنجيل طاب وطيب، ثم كان "إسلام الراهب" بعد أن تعرف على صفة جدهما الذي كان غائبا عن المدينة وقتئذ. وشملت "الرعاية النبوية" الحسنين ليعطي الرسول درسا للآباء في كيفية الحنو على الأبناء. وأخبر النبي (ص) ابنته (ع) عندما نزلت آية الأعراف أن "الحسين من الأعراف" ورجالها الذين يعرفون كلا بسيماهم.

• وقائع السنة الخامسة

ويغطي المقطع الثالث "السنة الخامسة للهجرة"، وفيه من العناوين الفرعية: "غزوة ذات الرقاع" حيث كان آخر من ودّعهم النبي محمد (ص) من أهل بيته ونسائه، ابنته فاطمة والحسن والحسين (ع). وحيث كان الطقس شديد الحرارة رأت أم أيمن أن "الملائكة في خدمة فاطمة" وكان ميكائيل الملك يهز مهد الحسين (ع). و"في بيت زينب بنت جحش" حيث كان الحسين عندها تلاعبه أخبرها النبي (ص) بمقتله في كربلاء. ثم أن "الحسين يكبر" فيصبح له من العمر ستة أشهر فحمله الرسول (ص) ذات يوم الى المسجد، فكبّر ولم يرد الحسين تكبيره وأعادها سبعا، وفي الأخيرة كبّر الحسين (ع) مع جده فصارت سنّة. وكعادته يخرج الرسول (ص) الى "غزوة دومة الجندل" فيكون البيت العلوي آخر بيت يودعه. ولم يتحمل الرسول (ص) وهو يخطب في المسجد "عثرة الحسين" حيث دخل مع أخيه الحسن يمشيان ويعثران وقد سمع بكاءهما فنزل وحملهما ثم رجع واعتلى منبره، وهنا قال: (أولادنا أكبادنا يمشون على الأرض)، فطار في الآفاق مثلا. وكما الحسن (ع) فان "تميمة الحسين" كانت من زغب جبريل الذي كان يلتقي النبي (ص) عند الاسطوانة المشهورة حتى يومنا باسطوانة جبريل. وفي مثل هذه الأيام من هذه السنة نجد "الحسين يتمرغ على جده" وهو جالس بين أصحابه. ولاشك أن "حب الحسين من حب الله" فذات يوم من أيام الشتاء يطرق أسامة بن زيد باب دار النبي فيخرج اليه وهو مشتمل على الحسن والحسين، وقال له: (هذان إبناي وإبنا إبنتي، اللهم إني أحبّهما فأحبَّهما وأحبَّ مَن يحبهما). ولما كان "علي في سرية لوحده" جاءت فاطمة الى أبيها ومعها الحسن والحسين، فأخبرها بنصر الله على يد بعلها (ع). ويخبرنا عبد الله بن عمر أن "عائشة تبر الحسين" بوشاح ودينار مع أخيه الحسن، وعندما يسألهما النبي (ص) مّن برّهما، يقولان له: دفعته إلينا أمّنا عائشة. ويخبرنا المجلسي في بحاره عن "رؤيا الرسول" وهو في بيت زوجته عائشة، فينهض من قيلولته باكيا، فتسأله، فيخبرها بمقتل الحسين (ع). وذات يوم كان النبي عند زوجته أم سلمة، فيقدم لها "تربة كربلاء" ويخبرها بمقتل ابنها في كربلاء. وتحل "الذكرى الأولى للمولد" مشبوبة بالحزن حيث يخبر النبي من قبل ملائكة السماء مرة أخرى بمقتل سبطه بكربلاء. وكعادته مرة تلو الأخرى يودع النبي البيت العلوي ويقبل الحسن والحسين (ع) وهو يخرج الى "غزوة بني المصطلق". وعند عودته من هذه الغزوة يدخل بيت فاطمة (ع) ويجري حديث لطيف عن "سقاية الحسين" فهو يطلب الماء وأخيه يطلبه، فيسقي جدهما الحسن أولا فهو الطالب، فان الطالب قبل الشارب، ثم يسقي الحسين بعده. وذات مرة يرى شداد بن الهاد "الحسين يرتحل جده" أثناء صلاة العشاء. وحتى يخفف الرسول من وطأ "الخدم في بيت فاطمة" يعلم ابنته التسبيحة المشهورة بتسبيحة الزهراء التي لا يعلم مقدار ثوابها لعظمتها إلا الله، فتكبر الله 34 مرة وتحمده 33 مرة وتسبحه 33 مرة وتلك مائة كاملة. ويتزود الرسول من ابنته والحسن والحسين قبل ذهابه الى "معركة الخندق". ومثلها عند رواحه الى "غزوة بني قريظة"، وهنا أخبر النبي معاذ بن جبل بكرامة الحسين (ع) ومنزلته عند الله، ثم بعد ذلك أخبر جمعاً من المسلمين عما يحل بسبطه في كربلاء. ويتسابق الصحابة الى خدمة أهل البيت، ومنهم "سلمان يخدم فاطمة" كرامة لها ولأبيها ولولديها. وتتكرر "زيارة الرسول لأهل بيته"، وبين فترة وأخرى يخبرهم بمقتل الحسين ويبشرهم انه سادة من سادات الجنة. ومرة أخرى "الرسول يمتطي للحسين" فيشاهد عمر بن الخطاب الحسن والحسين على عاتقي الرسول (ص) فقال: نعم الفرس تحتكما، وقال (ص): ونعم الفارسان هما. وذات يوم من هذه السنة حيث اجتمع "الحسين والرسول وعائشة" في بيتها، فاخبرها بما يحل على سبطه في كربلاء، فتسأله عن قدر الحسين عند الله فيخبرها، ثم تسأل ويزيد، الى أن قال: (يا عائشة من أراد الله به الخير قذف في قلبه محبة الحسين وحب زيارته، ومن زار الحسين عارفا بحقه كتبه الله في أعلى عليين مع الملائكة المقربين). وذات يوم يدخل عتبة بن غزوان المسجد فيكتشف مدى "حب الرسول لريحانتيه" حيث جعلهما الرسول (ص) في حجره يقبل هذا مرة ويشم هذا مرة. ولما بلغ الحسين من العمر سنة واحدة نجد "الجد يلقن السبط" سورة التوحيد، وبذلك يرد المحقق الكرباسي بعض الروايات الذاهبة الى أن الحسين (ع) تعلم سور القرآن من معلم غير النبي (ص). ومرة أخرى "الحسين في بيت أم سلمة" فيخبرها بمقتله. ومرة أخرى "الرسول يقبل موضع إصابات الحسين" ويقول: الويل لمن يقتلك.

• وقائع السنة السادسة

ويغطي المقطع الرابع "السنة السادسة للهجرة"، ويضم العناوين الفرعية التالية: "أولو الأمر" حيث نزلت في مثل هذه الأيام من هذه السنة آية أولو الأمر، فأخبر النبي (ص) جابر الأنصاري أنها نزلت في خلفائي ومنهم الحسين (ع). وحمل أحدهم الحسن والحسين وجاء بهما الى جدهما يتشفع بهما طالبا العفو عن ذنب عظيم فعله، فعفى عنه فكانت تلك "فذلكة المذنب". وأخبر النبي (ص) أهل بيته وأصحابه أن "الإمامة في عقب الحسين". وأصاب البيت العلوي شح ثم "افتقد الطعام" فذهب علي ومعه الحسن والحسين الى صاحب مزرعة من اليهود يعمل عنده، ويستظهر المحقق الكرباسي من هذه القصة وغيرها أن النبي واجه مؤامرات اليهود كفئة سياسة لا كأشخاص لهم حق المواطنة والعيش الرغيد. وإذا حلّ بالنبي (ص) "ضيق العيش" حل بأهل بيته، ولا يهنأ حتى يرى السعادة في وجوهم فيأكلون مما يأكل. وكذلك اذا حل "جدب في المدينة" يجري عليه وعلى أهل بيته ما يجري على المسلمين سواء بسواء حيث يعيش القائد عيشة أبسط الناس وهذا خلق القادة الرساليين. ويأتي المدينة يهودي يستفسر عن "الرسول وأوصياؤه" فيسلم برؤيا رآها للنبي موسى بن عمران، فيعرفه النبي بالحسين (ع). ويدفع النبي (ص) بـ "رؤيا فاطمة" كانت رأتها أساءها. وتقر عين الحسين (ع) عند "ولادة الأخت زينب" في يوم الثلاثاء الخامس من شهر جمادى الأولى من السنة السادسة للهجرة. وكعادته يودع النبي البيت العلوي ويقبل الحسين (ع) وهو في طريقه الى "غزوة بين لحيان". وكذلك فعل وهو في طريقه لرد "غارة عيينة" بن حصن الفزاري. ثم إن "زوج الخالة يعود" وهو أبو العاص فيقبل النبي توبته. وعند "نجدة علي لزيد" بن حارثة الذي ذهب لتأديب بني جذام بعدما سرقوا الصحابي دحية الكلبي، خلا البيت العلوي لخمسة أيام فكان النبي يتعاهد فاطمة والحسن والحسين. وبعد كل عسر يسر وكل "جوع تليه بركات" وذات شتاء حل الجوع في البيت النبوي والعلوي، فنزل الطائر المشوي فأكل منه النبي (ص) وأكل عليا وعياله.

• وقائع الذكرى الثانية

وتحل "الذكرى الثانية للمولد"، فيسترجع الرسول (ص) وهو في ثلة من المسلمين فيخبرهم أن جبريل يخبره باستشهاد الحسين (ع) بشاطئ الفرات من أرض كربلاء. ويشاهد أحد يهود المدينة الحسين وهو يرتحل الرسول وهو في الصلاة، ويلاحظ حنو الرسول عليه، فيعرف أن هذا من أخلاق الأنبياء، فيتحقق هنا "إسلام اليهودي". ويقدم النبي (ص) الى الحسين (ع) في عيد الفطر المبارك "هدية العيد" حلة قشيبة. ويقدم النبي (ص) الى الحسن (ع) "هدية الإعرابي" عبارة عن ظبية صغيرة، فيطلب الحسين (ع) مثلها، فيتحقق له ذلك. ويودع الرسول البيت العلوي ويقبّل الحسن والحسين وهو في طريقة الى "عمرة الحديبية". وحتى يعرف الصحابة "منزلة الحب للحسين" يعتنقه أمامهم وهو يقول: (حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحبَّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط). وعندما يرد على الرسول (ص) "وفد عبد القيس" يخبرهم في قصة طويلة أن الحسين إمام من صلب علي بن أبي طالب (ع). وفي "الرسول ومرض الحسنين" يقوم جدهما مع جمع من الصحابة بعيادتهما ويعوذهما من العين التي أصابتهما، فتصوم العائلة ثلاثا ويأتيها المسكين واليتيم والأسير، فتقدم الطعام وتبيت جوعى، فتنزل فيهم سورة الدهر. وكعادته يودع الرسول سبطيه وهو طريقه "الى خيبر".

• وقائع السنة السابعة

ويغطي المقطع الخامس والأخير من هذا الجزء السنة السابعة للهجرة، ويضم العناوين الفرعية التالية: "غزوة خيبر" وقبلها وبعدها يلتقي النبي محمد بسبطه يقبله ويشمه. ويعود "زوج الخالة زينب" أبو العاص صهر النبي محمد (ص) بعدما أدى في مكة لكل ذي حق حقه فعقد له على زينب ثانية. ويسأل أبو هريرة عن "خير الأسباط" فيجيبه النبي محمد (ص) في قصة مفصلة أنهما الحسن والحسين. وبعد أن اعتزل النبي (ص) زوجاته لما أساءت بعضهن إليه، نزلت "آية التطهير" فيه وفي فاطمة وعلي والحسن والحسين. وكان الرسول لا ينفك عن "مداعبة الحسين" أمام المسلمين ليعرفهم منزلته، ويقول: (اللهم إني أحبه فأحبه وأحب مَن يحبه). وكان من شأن "دعاء الإعرابي" أن جاء إعرابي الى المدينة جائعا فأشار اليه النبي (ص) أن يذهب الى بيت علي (ع) ليجد هناك ضالته فيغتني في قصة طويلة من عقد أهدته له فاطمة (ع) فدعا الإعرابي لها بالخير، فأمّن عليه النبي (ص) وأخبر المسلمين بكرامتها وكرامة بعلها ونجليها الحسن والحسين. وكان النبي (ص) يحب "رفيق الحسين" لحب الرفيق للحسين، فالمرء ومن يحب ومن يصاحب ويخالل.

وهنا يتوقف قلم البحاثة الكرباسي في متابعة يوميات السيرة الحسينية، لنقرأها تباعا في الأجزاء التالية.

• فهارس متنوعة

وألزم المصنف نفسه، أن يهدي قارئه الى فهارس تعينه على إيجاد ما يرغب فيه مما ذكر في الكتاب في شتى الحقول، في مجهود معرفي قلما نجده حتى في الموسوعات الكبيرة، ففي هذا الجزء والأجزاء التالية، نلحظ الفهارس التالية: فهرس الآيات المباركة، الأحاديث والأخبار، الأمثال والحكم، الأعلام والشخصيات، القبائل والأنساب والجماعات، الطوائف والملل، الأِشعار، الجداول والخرائط، الوظائف والرتب، الآلات والأدوات، الإنسان ومتعلقاته، الحيوان ومتعلقاته، النبات ومستحضراته، الفضاء ومتعلقاته، الأرض ومتعلقاتها، المعادن، الأماكن والبقاع، الزمان، الوقائع والأحداث، التأريخ، مصطلحات الشريعة، المصطلحات العلمية والفنية، الفهرس اللغوي، المؤلفات والمصنفات، المصادر والمراجع، فهرس مؤلفي المراجع، بالإضافة الى فهرس محتويات الكتاب ومندرجاته.

والزم المحقق الكرباسي نفسه أيضا، أن يعرض كل كتاب قبل طبعه، على علم من الأعلام ومن جنسيات ومذاهب وأديان مختلفة، ليقول رأيه فيه قراءة وعرضا ونقدا وبكل حرية، وهذا الكتاب تناوله بالقراءة البروفيسور ابراهيم تاتسويجي سوادا، الياباني المتبصر بالإسلام، كتبه بلغته الأم، لينتهي الى إن ما أتى به الفقيه المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي: "جهد عظيم وعمل لا يمكن تقديره بأية قيمة، حيث أودع فيه حياة الحسين كاملة. إن هذا العمل مكرّس من قبل الكرباسي الذي تولى هذه المسؤولية الثقيلة، وقد حالفه النجاح في إنجاز عمل شاق ومهم ألا هو الكتابة عن سيرة الحسين، إن هذا حقا لهو جهاد في سبيل الله".

 

Date insert: الجمعة, 30 أيلول/سبتمبر 2011 10:19
 
JoomlArt.ir JoomlArt.ir JoomlArt.ir

أنت هنا

Home