المقصد الأول، الفصل الأول: في سيرة المرحوم الشيخ محمد حسن ووالده طباعة
آل الكرباسي - الباب الثالث: سيرة جدّ ووالد الشيخ الكرباسي وأولاد
الخميس, 02 حزيران/يونيو 2011 11:46

سيرة جدّ ووالد الشيخ الكرباسي وأولاده وأحفاده

خصّصنا هذا الباب، للتطرّق الى سيرة المرحوم الشيخ محمد حسن الخراساني الكاخكي الكرباسي، ووالده الكريم المولى الشيخ محمد جعفر، وابنه المُعظم الشيخ محمد ابراهيم الكرباسي وأولاده النجباء، وأحفاده ونسله إلى يومنا هذا، وهو يشتمل على مقصدين:

المقصد الأول: في بـيان سيرة المرحوم الشيخ محمد حسن ووالده المولى الشيخ محمد جعفر الكرباسي وولده الكريم الشيخ محمد ابراهيم الكرباسي، ويشتمل على فصلين. الفصل الأول وهو في سيرة المرحوم الشيخ محمد حسن ووالده المعظم، والفصل الثاني في سيرة الشيخ محمد ابراهيم الكرباسي.

المقصد الثاني: في ذِكْر أبناء وأحفاد المرحوم الشيخ محمد ابراهيم إلى يومنا هذا، ويحتوي على ستة فصول، بعدد أبنائه.

الفصل الأول:

من المقصد الأول: في سيرة المرحوم الشيخ محمد حسن ووالده المعظم

1) المرحوم الحاج الشيخ محمد جعفر، والد الشيخ محمد حسن الكرباسي، يقع قبره في محلة «گذرگاه» الواقعة هي الأخرى في منطقة «جوب هُرْهُرْ» ـ التابعة لمحافظة يزد في ايران ـ. ويعتبر مرقد الشيخ محمد جعفر، حتى يومنا هذا، مزاراً للخواص ولعامة الناس، وإنّ سكان تلك المنطقة يؤمون مرقده للتبرك به ولقضاء حوائجهم، والايفاء بنذوراتهم تجاهه.

ولم أطلع على شيء من سيرة المرحوم محمد جعفر الكرباسي (أعلى الله مقامه)(1) ولكن علوّ مقامـه وجلالة قدره يتضح من خلال ما خُطَّ على لوحة قبره من المديحٍ له، مما يجعلنا في غنى عن البحث عن المزيد من فضائله.

كتيبة المرقد

جاء نصّ كتيبة مرقـده الشريف كالتالي: «هذا مغرب شمس الولاية، ومغيب نجم مطلع الهداية، قطب فلك الكمال ومدار دائرة الأفـضال، مجدّد جهات الحقائق ومحيط أقطار الدقائق، الذي رقى سماء العرفان ببرق الرياضة، وعروج عرش الإيقان بقدم الهمّة، قد فاقت كراماته كرامات الأقطاب، وغلبت خلوته خلوات الأطياب، صاحب المقامات السنيّة، وكاسب الجلالات العليّة، الحَبْر الأعظم والنِّحْرير المعظّم، ياسر عصره وكُميل دهره، المولى الكامل المكمّل والمقتدى الفاضل المفضّل، العابد الزاهد، مولانا محمد الملقّب بجعفر الكرباسي الذي والى نَيل الرضوان في سكينة الله والجنان، وآمنه من المخاوف والأحزان، وكان ارتحاله من الدار الفانية الى العالم الباقي في سنة (1150) خمسين بعد المائة والألف من هجرة سيد الأنبياء عليه وآله التحية والثناء».

هذا وقد ذكر المرحوم السيد محسن الأمين العاملي في أعيان الشيعة تحت عنوان «آخوند كرباسي»: كان آخوند الكرباسي من عرفاء يزد وعبّادها وعلمائها، ومن مؤلفاته كتاب تباشير في العرفان، وغيره (2).

2) أما المرحوم الشيخ محمد حسن بن محمد جعفر الكرباسي(3) ـ طاب ثراه ـ فقد كان من العلماء العاملين والعُبّـاد والزُّهـاد والسالكين الى الله، وكان من الراغبين في الخيرات والساعين في المبرّات والآمرين بالمعروف والناهـين عن المنكر وناشـري الأحكام الشرعـية ومن أصحاب الكرامات وأئمة الجماعة(4).

ويكفي لعلوِّ شأنه وسموِّ مقامه، أن ولده الشيخ الكرباسي وصفه بقوله بأنه كان من أركان العِـباد وأوتادِ البلاد(5) كما سيأتي في الفصل الثاني.

وجاء وصفه أيضا من قبل المرحوم حجة الإسلام والمسلمين، آية الله في العالمين، صاحب القوانين، الشيخ القمّي (رحمه الله) في إجازةٍ منحها للمرحوم الشيخ محمد ابراهيم الكرباسي كالتالي: بأنه «العالِـمُ العابِـدُ الباذلُ المبرور المغفور له الحاج محمد حسن الشهير بالكرباسي»(6) . ويذكر بأن الشيخ محمد ابراهيم الكرباسي حسنةٌ من حسنات المرحوم الشيخ محمد حسن(7) . وينتهي نسب المرحوم الشيخ محمد حسن الى مالك الأشتر النخعي، لذلك فقد أوصى جدّنا المرحوم الشيخ محمد ابراهيم أولاده، بالحفاظ على لقب الأشتري وتدوينه في سجلاتهم وأختامهم(8) . لذلك فحينما استـنسخ والدي المرحوم الحاج الشيخ أبو تراب الكرباسي (أعلى الله مقامه) كتاب «جواهر العقـول»(9) ـ وهو شرح لفرائد الأصول للشيخ مرتضى الأنصاري، وتقريرات المرحوم السيد أبي القاسم ابن معصوم الأشكوري، والذي كان من تلامذة المرحوم الحاج الشيخ حبيب الله الرشتي ـ ذكر في آخر الكتاب أنه: «قد فَرَغ من تسويد هذه النسخة الشريفة، تراب أقدام المشتغلين، الراجي إلى الله الأكبر، الشيخ أبو تراب ابن الشيخ محمد جعفر بن الحاج محمد ابراهيم الكلباسي الأشـتري، في شهر شعبان المعظّم من سنة خمسٍ وثلاثمائة بعد الألف للهجرة النبوية الشريفة 1305(10) .

أقول: لقد سمعت من بعض المعمِّرين من أحفاد الشيخ محمد حسن الكرباسي أنه نقل عن والده أن نَسَبَ الشيخ الكرباسي ينتهي الى مالك الأشتر(11) عبر أربعة عشر عَقِباَ(12).

الشيخ في هَرات

وُلِدَ الشيخ محمد حسن(1) في خراسـان(1) وسكن فترةً من الزمن في محلة «حوض كرباس» في هرات، وقد عيّنه حاكم المدينة حينذاك إماماً للمواطنين الإمامية هناك (13) .

يقول صاحب كتاب روضات الجنّـات: «قـيل في وجه تسمية تلك المحلة بـ «حوض كرباس» أن امرأة من الشيعة أمرَتْ ببناء حوض ماء من غزل نفسها ـ من كدّ يمينها ـ الحلال الذي عملته كرباساً، ثم باعته في جهة هذا الصرف، وجعلت ذلك الحوض وقفا على الشيعة الإمامية الساكنين في ذلك البلد، فاشتهرت تلك المحلة به، ثـم حذفوا المضاف من كثرة الاستعمال، فقـيل محلة كرباس(14) ومن هنا فقد عُـرِفَ المرحوم جدّنا بالشيخ الكرباسي»(15) .

أقول: سمعت من بعض أعمامي، أن بعضاً من تجّـار إصفهان، ممن احترفـوا التجارة وبـيع الخَيْـش، اشتهروا بلقب الكرباسـي، لذلك، ومن باب إزالة اللّـَبْس والاشتـباه، تم تبديل(16) لقبنا «الكلباسي» وذلك بتحويل «الراء» الى «اللام»، وإلاّ فان الصواب هو «الكرباسي»(17).

من «هرات» الى «كاخك»

لقد ترك المرحوم الشيخ محمد حسن الكرباسي هرات متوجها الى كاخك(18) والتي هي من توابع مقاطعة خراسان والواقعة على مقربة من بلدة گناباد، وفي الفترة التي استقر بها، أنـشأ مدرسة لطلاب العلوم الدينية، كما ابتاع خانا وحانوتا وأوقفهما لصالح المدرسة والطلاب، كما أوقف مجموعة من الكتب التي يحتاجها طلاب العلوم الدينية.

من «كاخك» الى «مشهد»

بعد ذلك، توجّه المرحوم الشيخ محمد حسن من كاخك الى مشهد المقدسة، وهناك عَمَّرَ مدرسة مهجورة تقع بالقرب من مرقد الإمام الرضا(ع)، وقد ورد في كتاب «منتخب التواريخ»(19) للمرحوم الحاج الشيخ هاشم الخراساني أن ثمّة لوحة جميلة مكتوبة بالخطّ الرّقعي في مدخل المدرسة يُعْـلَم منها أنها بُنيت في عهد السلطان سليمان، على نفقة مَـلِكْ بهزاد، ويعود تاريخها الى عام 1090 هـ، وهي تُعرف اليوم بمدرسة الحاج حسن(20) ومما اشتراه الشيخ محمد حسن خاناً كان يقع إلى جوار المقبرة المعروفة بـ «قتلگاه» وجعله وقفاً للمـدرسة المذكورة لتصرف أرباحه لصالح المدرسة والطلاب.

أقول: إلى فترة قريبة، كانت مسؤولية إدارة المدرسة في عُهدة بعض أقاربنا.

من «مشهد» الى «يزد»

ثم سافر المرحوم الشيخ محمد حسن من خراسان الى يزد(21) ، وبنى للمسجد المعروف بمسجد «ريگي» قاعةً واسعة (22) .

من «يزد» الى «إصفهان»

ومن يزد سافر الى إصفهان، وصادَقَ هناك المرحوم فخر العلماء العاملين وذخر الأصفياء السالكين، المرحوم الشيخ محمد البيدآبادي (رحمه الله) المتوفى عام 1198هـ(23) وقام هناك بترميم وإصلاح، المدرسة الماسية، والمدرسة المباركية، ومدرسة الأمراء. ويُحكى أنّ الحُجرة الواقعة فوق مدرسة الأمراء هي ممّا بناه المرحوم الكرباسي. وينقل أنه قد احتلّ أقوام من اللُّـر، مدرسة الأمراء وجعلوها منزلاً لهم، فقام المرحوم باخراجهم منها، في عهد السلطان كريم خان زند، وأعادها الى الطلاب(24) ، واشترى أيضاً الحمّام المعروف بـ «حمّـام علي أكبر» الواقع في محلة مسجد حكيم في إصفهان وجعله وقفاً عليها، وأمر بصرف أرباح الحمّام ـ بعد إجراء الإصلاحات الضرورية عليه ـ لشراء زيت المصابيح التي يستـنير بها طلاب المدرسة الماسية والمباركية ومدرسة الأمراء.

وقد ورد في كتاب «البدر التَـمام»: إن المرحوم الشيخ محمد حسن كان منهمـكاً، ذات يوم، في استخراج الماء من أحد الآبار لملء حوض مدرسة الأمراء، فشاهد الحاضرون كلباً قد اقترب من البئر وألقى شيئا بالقرب منه وذهب. فعرفوا بأن الكلب قد ألقى مفتاحاً هناك، فتبين أن المفتاح عائد للشيخ محمد حسن، وكان قد وقع منه أثناء سيره في الطريق.

وقد نقل بعض الثـقاة هذه القصة نقلا عن المرحوم المؤيد والحبر المعتمد والفاضل المدقِّـق الرّباني المرحوم السيد محمد الشهشهاني، وقد ذكرها في سياق ترجمته للشيخ محمد حسن الكرباسي.

ويذكر صاحب كتاب البدر التمام: الظاهر أن هذه القصة وغيرها هي ما قصده والدي المحقق في آخر كتابه البشارات، من أن للمرحوم الحاج محمد حسن، قصصاً وحكايات(25) .

أولاد الشيخ محمد حسن الكرباسي

للشيخ محمد حسن الكرباسي ـ أعلى الله مقامه ـ ثلاثة أولاد(26) :

1 ـ جدُّنا المرحوم الشيخ محمد ابراهيم الكرباسي، الذي سيرد بيان سيرته في الفصل الثاني.

2 ـ الشيخ محمد جعفر(27) .

3 ـ المولى الشيخ (محمد) قاسم(28) .

وكذلك كان للشـيخ محمد حسن الكرباسي ابنتـان(29) ، إحداهما، زوجـة العالم الفاضل الخبير، والعامل الكامل البصير المولى الشيخ محمد النائيني(30) ، وهو من أهل الزهد والتقوى، وكان يؤم الناس في إحدى الفرائض الخمس بمسجد حكيم، وكان المؤمنون يثـقون به كثيراً، وقبره يقع في مقبرة «تخت فولاد» بإصفهان، مقابل قبر الفاضل الهندي (محمد بن الحسن )، وأنجبت له من الأبناء الشيخ علي رضـا النائيني، فيكون بذلك الشيخ علي رضا نجل شقيقة الشيخ محمد ابراهيم الكرباسي، وقد سكن الشيخ علي رضا إلى جـوار العتبات المقدسة ـ بالعراق ـ وكان المصدر الرئيسي لأغلب أسانيد الرؤى الصادقة والمؤثـرة التي ذكرها المرحوم ثـقة الإسلام الشيخ حسين النوري ـ طاب ثراه ـ في كتابه المعروف» دار السـلام (المتضمن فصولاً حول الرؤى والأحلام)(31) . وقد كان الشيخ علي رضا من أهل المجاهدة والزهد والمواظبة على الأعمال والعبادات في العتبات المقدسة وتوفي ودفن في كربلاء(32) .


تاريخ الوفاة ومحل الدفن

توفي المرحوم الشيخ محمد حسـن الكرباسي في إصفهان، ويقع قبره في مقبرة «تخت فولاد» مقابل تكية المرحوم الشيخ أبي المعالي، على بعد مائتي ذراع عن قبر العالم الفاضل والعابد العامل الشيخ اسماعيل الخواجوئي، وهناك على قبره شاهد عالٍ، كُتِبَ عليه اسمه وتاريخ وفاته(33) .

يقول المؤلف: لقد أورد أحد الفضلاء ألا وهو السـيد المهدوي، تاريخ وفـاة المرحوم الشيخ محمد حسن على هامش «تذكرة القبور»(34) وذكر أنه توفي عام 1190 هـ، وقال إن الشاعر الإصفهاني «هاتف» أنشأ في تاريخ وفاته شعراً(35) ، جاء تعريبه ـ من المتقارب ـ كالتالي:

بمزيد من اللوعة والأسى وجَور الزمان

خيرة أهل الدنيا كلها عنّا رَحَلْ

بعد أن كان لأهل الدين مرشداً وإماما

ومناراً لحلقات أهل اليقين عنّا قد رحل

أخذ الدهر منّا الشيخ فقيدا

مرشد الدين والشرع عنّا قد رَحَل

ضاق ذرعاً واحتسابا في سجن هذه الدنيا

فكانت له جنان الخلد داراً حين عنّا رَحل

أَضِفْ في السِّنيّي نحشّي(36) وأرّخْ

لقد مات حقاً إمام الهدايهْ

 

وممن تتلمذ عليه الفقيه الشيخ أبو طالب بن قريش بن أبي طالب بن يونس الحسيني البيرجندي المتوفى في كراجي سنة 1293هـ(37) .

 



(1) اسم جد الإمام الكرباسي ورد في جميع المصادر: الشيخ محمد قاسم. أما المؤلف، فالظاهر أنه استند فيما ذهب إليه الى السفرة التي قام بها الشيخ محمد حسن، والد الإمام الكرباسي، الى مدينة يزد، وكان هناك ضريح شخص معروف باسم آخوند ملا محمد جعفر الكرباسي (1080 ـ 1150 هـ). لذا اعتبره المؤلف والد الشيخ محمد حسن وجدّ المرحوم الإمام محمد ابراهيم الكرباسي. ومن الجدير بالذكر أن خلال فترة متقاربة، اشتهر عدد من الأشخاص باسم محمد جعفر الكرباسي، ومن جملة هؤلاء:
صاحب الحدائق عليه الرحمة في كتابه الحدائق في باب الطلاق، ذكر قائلا: «كان الآخوند المولى محمد جعفر الإصفهاني المشهور بالكرباسي، صاحب الحواشي على الكفاية ـ كفاية الفقه، للمرحوم السبزواري ـ وهو من فضلائنا
= المعاصرين، قد زوج جملة من النساء اللواتي فقدن أزواجهن في معركة قتال الأفغان مع عسكر سلطان ـ حسين ـ الصفوي الذي حكم ما بين (1105 ـ 1135هـ ) ـ في مفازة قرب كرمان. راجع: مقدمة الاشكوري لكتاب اكليل المنهج في تحقيق المطلب: 27.
والمرحوم صاحب الجواهر في كتابه جواهر الكلام ينقل هذا الموضوع نصّـاً ويردّ عليه فقهياً. (حدائق الشيعة: 35/489، وكتاب جواهر الكلام: 32/292). ولمزيد من الايضاح أن حملة الجيش الأفغاني على مدينة كرمان حدثت سنة 1134 هـ، وتاريخ وفاة المرحوم الشيخ محمد جعفر الكرباسي كان سنة 1150 هـ.
أما المصادر التاريخية وتراجم الرجال، فقد ذكرت أن الحاج الشيخ محمد قاسم هو والد الحاج الشيخ محمد حسن الكرباسي، والمرحوم الحاج الشيخ محمد قاسم الكاخي الخراسـاني كان من الفضلاء الأتـقياء، والظاهر أنه توفي في خراسان. وبناءً على ذلك فان صحة انتساب المرحوم الشيخ محمد حسن بالمرحوم الشيخ محمد جعفر (في يزد) مسألة فيها نظر ومشكوك فيها. (راجع: مصلح الدين المهدوي في تذكرة القبور، وفي دانشمندان إصفهان: 67 ـ 68، لمعلم حبيب آبادي، مكارم الآثار: 5/1634، لمعلم حبيب آبادي، أحوال حاجي كرباسي وأولادش (مخطوط): 7 ). والجدير بالذكر أيضا أن هناك عالماً مشهوراً بارزاً آخر باسم المولى محمد جعفر الخراساني الكرباسي المتوفى سنة 1175 هـ، وكان من أساتذة ومشايخ الشيخ اسماعيل الخواجوئي، وكان يسكن مدينة إصفهان (راجع: الزنوزي في رياض الجنة: 2/282). ـ المحقق ـ
ويطيب لي أن أعلق على كلام المحقق بما يلي: إن استناده الى عدد من المصادر الحديثة في تحديد جدّ الإمام الكرباسي لا يعني شيئا، بعد تصريح أحد أحفاده خلاف ذلك، فان أهل الدار أدرى بما في الدار أولاً، وإن سماحة الوالد قدس سره لم يتوصل الى ذلك إلا بعد جهد جهيد وتحقيق متواصل، أخذ منه عقدين من الزمن ثانياً، وتأييداً لكلامه ومن سبر النصوص، يتبين ما يلي:
أ ـ إن الشيخ محمد الملقب بجعفر والشهير بالكرباسي هو متحد مع الآخوند محمد جعفر الكرباسي الذي ذكره صاحبا الجواهر والحدائق.
ب ـ إن الفترة الزمنية للشخصيتين متطابقة.
ت ـ إن اللوحة تشير الى أنه كان من العلماء والعرفاء، وإن الكتب المنسوبة اليه أيضا تنحو هذا المنحى.
ث ـ إن مترجمي الأول لم يحددوا تأليفاته بكتاب التباشير، بل قالوا وغيره، فما ورد من أن له كتاب شرح حاشية الكفاية، وكتاب إكليل المنهج، فلا يتنافى مع مقولتهم.
= ج ـ ونحن لا نخطّئ من ذكر بأن جد الإمام الكرباسـي كان محمد قاسم، بل نقول بأنـنا توصلنا الى أنه جد أبيه، حيث نُسب الحفيد الى جدّ الأب مباشرة، وهذا كثيرا ما يحصل لأغراض مختـلفة، أهمها شهرة المنسوب إليه.
ح ـ وأخيراً توصلنا الى أن بعض الأسماء هي ألقاب، كجعفر والقاسم والطاهر والشريف.
خ ـ كما توصلنا الى أن عدداً من الشخصيات الذين ذكرهم المحقق هم من أعمام والد الإمام الكرباسي واخوته، خصوصاً إن ما ورد في البدر التمام من عدم ذكر جد الإمام الكرباسي أو ذكره لما ورد في الحدائق لا يمكن الاستـناد إليه، بعد احتمال استعمال كلمة الجد سهواً، وبالأخص فان على الكتاب حاشية تدلنا على الغموض في عبارته.
د ـ إن حاصل تحقيقاتـنا هو ما يلي: الإمام الشيخ محمد ابراهيم (1180 ـ 1261 هـ) هو ابن الشيخ محمد حسن (1115 ـ 1190 هـ) ابن الشيخ محمد جعفر (1080 ـ 1150 هـ) ابن الشيخ محمد قاسم الطاهر (حوالى 1050 ـ 1120هـ) ابن الشيخ محمد صادق الشريف حوالي (1000 ـ 1074هـ).
ذ ـ راجع تحقيقاتنا في الجزء الأول من الخاتمة لدائرة المعارف الحسينية.
ر ـ للمزيد، راجع كلا من أعيان الشيعة: 9/28 و203، رياض العلماء: 4/307، بحار الأنوار: 107/79 (الإجازة رقم: 94)، الروضة النضرة: 277، الذريعة: 2/281 و 3/309 رقم: 1143 و1145، 6/189، 18/99 رقم: 859، 18/96 رقم: 843، جواهر الكلام: 32/292، الحدائق الناضرة: 25/489، الكواكب المنتثرة: 136 ـ 137، وتتميم أمل الآمل: 97 ـ نجل المؤلف.
(2) راجع أعيان الشيعة: 9/28.
(3) أهم المصادر التي وردت فيها ترجمة الشيخ محمد حسن الكرباسي هي كالتالي: الشيخ الطهراني في الكواكب المنتثرة: 176، الكرباسي في البدر التمام: 8، أحوال حاجي كرباسي وأولادش: 7، دانشمندان وبزرگان إصفهان: 67 ـ 68، مجلة المرشد العدد: 11 ـ 12 /117.
(4) جلّ المعلومات التي ذُكرت في متن الكتاب عن الشـيخ محمد حسن الكرباسي، أخذت من كتاب البدر التمام: 8.
(5) البدر التمام: 8.
(6) تذكرة القبور: 47.
(7) التذكرة العظيمية: 32.
(8) حيث كانوا يعتمدون سابقا على الأختام بدلا من التوقيع، وربما جمعوا بينهما ـ نجل المؤلف.
(9) جواهر العقول، تأليف المرحوم السيد أبي القاسم ابن معصوم الأشكوري المتوفى سنة 1324 هـ، وقد تم طبعه مؤخراً.
(10) هناك عدد من كبار العلماء والفقهاء ممن ينتمون بالنسب الى الصحابي الجليل مالك الأشتر. فمن القدامى: المرحوم اسكندر بن دربيس الخرقاني، والشيخ أبو الحسن ورّام بن أبي فراس الحلي، ومن المتأخرين: الشيخ جعفر كاشف الغطاء، والإمام الكرباسي، والشيخ محمد حسن اليزدي الإصفهاني (جد أسرة الأشتري الإصفهاني). راجع: القمي، في تحفة الأحباب: 428، والمهدوي في تاريخ علمي واجتماعي إصفهان: 1/43، أحوال حاجي كرباسي وأولادش: 7. وأضيف على ما قدمه المحقق، بيت مروة في لبنان، وعشيرة الموالك في العراق ـ نجل المؤلف.
(11) ولا يخفى أن لمالك الأشتر حسب ما توصلنا إليه أربعة بنين هم: ابراهيم الذي قتل سنة 71هـ، ومحمد المؤمن (24 ـ 66هـ) وإسحاق الذي استشهد بكربلاء عام 61هـ، وعلي. وأما ابراهيم الأشتر فله عقب كبير، وأبناءه سبعة: النعمان المتوفى سنة 102هـ و خولان، ومالك، ومحمد، والقاسم، وجرير، وعبد الله ـ وللتـفصيل راجع سيرة مالك الأشتر لنجل المؤلف.
(12) لقد ذكر والدي كراراً بأنه شاهد شجرة النسب في كتب والده الشيخ أبو تراب، وأنه عدّها فكانت أربعة عشر عقباً. ومن المؤسف أن أخاه الشيخ محمد باقر قد باع بعضا من تلك المؤلفات، فكانت الشجرة في ضمنها ـ نجل المؤلف.
(13) سُجّـل تاريخ ولادة الشيخ محمد حسن الكرباسي في سنة 1115 هـ، كما ورد في مجلة المرشد: 11 ـ 12/117، أما عن مسقط رأسه فليست لدينا معلومات دقيقة لتشير في أي ناحية من نواحي خراسان. ففي بعض المصادر مثل منتخب التواريخ بأن مسقط رأسه كان في منطقة حوض كرباس هرات. ولكن البعض الآخر يعتقد أن ولادته كانت في كاخك، وكان من أهالي تلك المنطقة، وعاش بداية حياته فيها، ويذكر المرحوم الآخوند الگزي في كتاب تذكرة القبور أن المرحوم الشيخ محمد حسن رحل من هرات الى كاخك (راجع أحوال حاجي كرباسي وأولادش: 7 ـ 8، تذكرة القبور: 89، سلطان حسين تابنده في تاريخ وجغرافياي كَناباد: 188 ـ 189).
(14) كانت خراسان آنذاك تشتمل على جزء كبير من أفغانستان الحالية وبالذات هرات ـ نجل المؤلف.
(15) وبالمناسبة فقد جاء في المقدمة التي كتبها بالبشتوية، البروفيسور الأفغاني عبد الأحمد جاويد، للجزء الثالث من كتاب الحسين والتشريع الاسلامي من دائرة المعارف الحسينية ما يلي: «ومما يلاحظ أن جد صاحب الموسـوعة ذلك العالم الكبير محمد حسن الكرباسي المتوفى عام 1190 هـ، والذي قطن هرات لفترة، قام بتأسيس مدرسة هناك عرفت بمدرسة حوض كرباس، ولازالت هناك عائلة
= تنتمي الى الكرباسي تقطن هرات، وعرفوا بأنهم أصحاب علم وثراء، والذي يعد آية الله محمد صادق الكرباسي من هذه العائلة التي تفتخر أفغانستان بها» ـ نجل المؤلف.
(16) روضات الجنات: 1/35.
(17) هذا وقد سمعت من والدي قدس سره رواية أخرى أيضاً، أن تلك المرأة الثرية كانت تتاجر بقماش الكرباس، فانشأت حوضـا في المسجد الذي كان المرحوم جدنا يقيم فيه الصلاة، فعُرف المسجد بمسجد كرباس، ومن ثم اشتهر الجد بذلك ـ نجل المؤلف.
(18) ولا يخفى أن التبديل حصل في ايران فـقط، وفي منتصف القرن الماضي، ولم يلتزم به جميع أفراد الأسرة، وأما في العراق فلازالوا يُعرفون بالراء ـ نجل المؤلف.
(19) وسيأتي في ملاحق الكتاب تفاصيل عن ذلك، فراجع.
(20) كاخك، إحدى ناحيتين جميلتين تابعتين لـ (براكوه) والواقعة جنوب (گناباد) على سفح الجبل، وفي داخل شعابها. وكاخك هذه، قرية جميلة ومصيف رائع، تقع على سفح جبل مرتفع يسمى بنفس الاسم. وتُلفظ كلمة كاخك، بسكون حرف الخاء والكاف. وبعض الكتّاب لفظوا الخاء بالفتحة والكاف بالسكون لتعطي معنى
= تصغير كلمة كاخ، أي (القصر) وتعني قصراً صغيراً. ومن وجهة نظر البعض صحيح، لأن ارتفاع المدينة الكثير عن باقي قرى گناباد، منحها منظراً جميلاً، واكتسبت جواً معتدلاً، فوصفت بالقصر، وأضيفت لها أداة التصغير لتصبح بمعنى القصر الصغير. وعلى كل حال، فالأهالي اليوم في گناباد يلفظون الكلمة بسكون الخاء والكاف. ولابد لنا أن نذكّر أن هناك منطقتين في ايران باسم (كاخك)، إحداهما قرية (قيس آباد خبش خوسف) في قضاء (بيرجند)، والأخرى هي التي محل كلامنا هنا تبعد أربعة وعشرين كيلو مترا عن (جويمند) مركز قضاء گناباد. ومما زاد في أهمية وعظمة واشتهار مدينة (كاخك) وجود ضريح محمد ابن الإمام موسى بن جعفر(ع) والمعروف بالسلطان محمد العابد، وهو أخو الإمام الرضا(ع). ومن الجدير بالذكر أن عدداً كبيراً من العلماء البارزين ينتمون الى (كاخك)، أشير الى بعضهم، في كتاب تاريخ گناباد. (راجع تاريخ وجغرافياي گناباد: 138 ـ 151 ).
(21) جاء في المصدر المطبوع عبر المكتبة العلمية الاسلامية: 670 لدى ذكره للمدارس المعروفة في مشهد (العاشر: المدرسة البهزادية المشهورة بمدرسة الحاج حسن)، وجاء في بعض النسخ الحاج حسين، ومن المحتمل أن هناك تصحـيفاً حصل في الطباعة، وإلا فان الصحيح هو الحاج حسن، كما ورد في جميع المصادر.
(22) مدرسة الحاج حسن، أُزيلت وهدّمت سنة 1354 ش (1975م = 1395 هـ) وذلك عند توسيع الشارع المحيط بالصحن الرضوي (راجع تاريخ آستان قدس رضوي: 2/635 )
(23) يبدو أنه كان ينتهج في حياته حاجة المجتمع، فيسافر ليقدم ما يمكن تقديمه من خدمات عامة، كبناء المساجد والمدارس والمكتبات، والتدريس وإقامة الصلوات ونحوها ـ نجل المؤلف.
(24) وربما كان يصلي بها، ولعله جاور مرقد أبيه هناك ـ نجل المؤلف.
(25) ستأتي ترجمة الشيخ محمد البيدآبادي في نهاية هذا الكتاب، في قسم أساتذة ومشايخ الشيخ الكرباسي.
(26) وهذا يعني أن ذلك كان بعد عام 1163 هـ، لأن كريم خان زند حكم ما بين (1163 ـ 1193 هـ) ـ نجل المؤلف.
(27) راجع البدر التمام: 8، حيث نقل مضمون كلامه.
(28) والظاهر أنه تزوج من مدينة كناباد، من كريمة الشيخ قاسم علي الشيرازي ـ نجل المؤلف.
(29) هذان الاسمان نعني بهما: محمد جعفر، وشقيقه (محمد) قاسم، يبدو أنهما سُمّيا بهما، تخليدا لذكرى جديهما، كما سبقت الاشارة ـ نجل المؤلف.
(30) المولى الشيخ محمد قاسم والشيخ محمد جعفر كانا من العلماء الأتقياء، ومن سكنة مدينة إصفهان، والظاهر أنهما فارقا الحياة في نفس المدينة. ومن المعلوم أن المرحوم الشيخ محمد قاسم كان على قيد الحياة حتى سنة 1301 هـ راجع
= مكارم الآثار: 5/1643، مذكرات المحقق روضاتي، دانشمندان وبزرگان إصفهان: 47.
(31) الظاهر أن إحدى كريمتي المرحـوم الشيخ محمد حسن الكرباسي كانت زوجة للمرحوم الشيخ علي البيدختي، والشيخ علي هذا، كان يعتبر أحد علماء وزهّـاد گناباد، وبالاضافة الى ذلك كان يحظى باحترام وتقدير أهاليها. وكان أيضا موضع تقدير واحترام علماء وفضلاء مدينة مشهد المقدسة، والشيخ هو أحد أحفاد الشيخ قاسم علي الشيرازي، وأجداد الشيخ قاسم كانوا يتمتعون بلطف وعناية الإمام السجاد والرضا(ع). وكان الشيخ علي بارزاً في العلوم العقلية والنقلية، وكان خطاطاً بارعا في خطي النسخ والتعليق، ويحتـفظ له لحد الآن بعدة كتب، خطها يراعه. وقد ذكرنا سابقا أن الشيخ علي تزوج ابنة الشيخ محمد حسن الكرباسي شقيقة الشيخ محمد ابراهيم الكرباسي، ولما لم تنجب له ذرية، قامت هي بنفسها بتزويجه من ابنة أخيها التي هي حفيدة المرحوم الشيخ حسن، زوجة الشيخ علي الأولى، وكانت ابنة الشيخ محمد حسن تتمتع بخط جميل، وقد خطّت بيدها قرآناً على ورقة الترمة، والقرآن لا يزال محفوظاً عند أسرتها وأقاربها ـ راجع تاريخ وجغرافياي كناباد: 212 ـ 213.
(31) كان المرحوم الشيخ محمد النائيني عالماً جليل القدر ومن أهل التقوى، توفي في 20 شوال سنة 1263 هـ، ويعبر أهالي إصفهان عنه وعن الفاضل الهندي بالفاضلين. راجع دانشمندان وبزرگان إصفهان: 475، تاريخ إصفهان، فصل التكايا والمقابر: 324 ـ 326.
(32) ومن بين تلك ما نقله المحدّث النوري عن الشيخ علي رضا الإصفهاني بأن الإمام
= الكرباسي رأي المرحوم الشيخ محمد البيدآبادي في النوم، ودلّه على مكان سند الملكية التي كانت نقطة الخلاف بينه وبين إمام جمعة زمانه، وبهذه الرؤيا فُضّ النزاع وانتهى الخلاف بينهما. راجع الشيخ حسين النوري في كتابه دار السلام: 1/229 ـ 230 (وسوف يأتي سرد ما جرى في هذه الحادثة في نهاية هذا الكتاب، في القسم الخاص بالمعاصرين للإمام الكرباسي).
(33) تذكرة القبور: 476، ومن الجدير بالذكر أن المحدث النوري أورد في كتابه دار السلام، لدى وصف المقامات العلمية والخصال المعنوية للشيخ علي رضا ووالده القدير الشيخ محمد النائيني قائلا: العالم العامل والعارف الكامل، غوّاص غمرات الخوف والرجا، وسيّاح قوافل الزهد والتقى، صاحبنا المفيد وصديقنا السديد الشيخ علي بن رضا ابن العالم الجليل الشيخ مولى محمد النائيني رحمهما الله تعالى ـ دار السلام: 2/207.
(34) أتلفت الصخرة السابقة ووضعت مكانها صخرة عادية.
(35) دانشمندان وبزرگان إصفهان: 46.
(36) كان المرحوم السيد أحمد الحسيني المتخلـص في شعره بـ «هاتف» من كبار شعراء وأدباء زمانه، توفي سنة 1198 هـ، في مدينة قم. راجع دانشمندان وبزرگان إصفهان: 528، مكارم الآثار: 1/74. حيث أوردا قصيدته العصماء في تاريخ وفاة الشيخ محمد حسن الكرباسي. وهذه ترجمة نثرية لما ورد في الشعر الفارسي:
بدار الخلد حين فاضت منه روح
نداء جاءه ادخلوها خالدين حين رَحل
جاء دنياه نقيّا عاش دنياه تقيّا
هكذا كان مجيؤه وكذا عنّا ارتَحَلْ
غاب عن دنيا الوحوش الضارية
فرافق الحور الحسان حين عنّا رَحل
يراع هاتف أرّخ في تخليد يوم وفاته
من الدنيا إمام الدين والدنيا قد رَحَلْ
راجع ديوان هاتـف إصفهاني بتصحيح الأستاذ وحيد الدستگردي للاطلاع على القصيدة الفارسية، والجدير بالذكر أن الأبيات الفارسية نقـشت على صخرة قبر المرحوم الشيخ محمد حسن الكرباسي، ولكن قـسما منها وردت بشيء من التغيـير بالألفاظ، كما في الشطر الأول من البيتين الرابع والسادس.
(37) أي أضف معادلة كلمة نحشـي وهو «359» الى معادلة الكلمات التي تأتي بعد كلمة أرّخ والتي تكون كالـتالي: لقد (134)، مات (441)، حقـاً (109)، إمـام (82)، الهـداية (56) والتي يصبح مجموعها (1181) وهو عام وفاة الشيخ محمد حسن الكرباسي.